سوليوود (جدة)
فتحت المملكة العربية السعودية باب صناعة السينما حيث تشكل هذه الصناعة رقماً كبيراً جداً في السوق العالمي سواء كانت مشاهد في دور العرض أو عبر محطات التلفزة أو الاشتراك أو في اليوتيوب وغير ذلك فكلها تصب مداخيل في صناعة السينما.
وقد برع سعوديون وسعوديات في الإخراج والإنتاج والتمثيل والتصوير والديكور والاعداد والتسويق والإعلان كما يتوقع الانضمام للقائمة العديد من المثقفين وكتاب السيناريوهات فالموضوع أكبر من تصور البعض أنه عرض فيلم فقط بل يمثل دخول المملكة بقوة في هذا السوق باستخدام القوة الناعمة بما تملكه من طاقات شبابية تستطيع أن تبرز عالمياً مثلما برز الغناء السعودي بالكلمة واللحن والأداء.
لقد استبشر السعوديون خيراً بهذا القرار الذي يواكب التطور العالمي في صناعة الأفلام ويعطي دافعاً قوياً للجيل الصاعد من الممثلين والمنتجين والمخرجين لإظهار إبداعاتهم على المستوى المحلي والعالمي.
(صحيفة البلاد) التقت بعدد من المختصين في هذا الفن ومجموعة من الشباب والشابات الذين أبدوا رأيهم في قرار افتتاح دور سينما بالمملكة.
السينما تحد من السفر للخارج:
في البداية قال الدكتور عمر الجاسر مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة سابقاً إن السينما من الناحية الاقتصادية سوف تتيح فرص عمل للشباب السعودي من الجنسين بالاضافة إلى استقطابهم والحد من السفر ألى الخارج لأن كثير من الأسر كانت تسافر إلى الخارج من أجل أن يشاهدوا أفلام تعرض في دور السينما في صالات نموذجية بحسب الأنظمة والتعليمات.
كنت أتمنى أن يكون القرار صدر منذ سنين لكي يكون دعماً للأفلام السعودية لأن هذه الصالات سوف تكون صالات استهلاكية لأفلام عربية وأجنبية عالمية، والفيلم السعودي سوف يكون نادر الوجود.
نحتاج إلى جهود من أجل أن نشجع صناع الافلام من الجنسين لكي ينتجوا أفلاما سعودية بمواصفات عالمية تعرض في الصالات للمشاهدين فالأفلام السعودية ستكون أعلاما وصناعة واقتصاد وبعد ذلك نقوم بتصدير الأفلام خارج المملكة العربية السعودية لإبراز إبداعاتهم.
أتمنى انشاء اكاديمية أو معهد لافلام السينما وابتعاث مجموعة من الشباب من الجنسين لدراسة السينما على أن تدعم الجهات المختصة صناع الافلام لانتاج أفلامهم بمواصفات عالمية.
من المهم أن تكون تلك الافلام أياً كان نوعها خاضعة لعادات وتقاليد المجتمع السعودي وديننا في المقدمة وهذا ما سوف يكون من واجبات هيئة الاذاعة والتلفزيون من حيث الرقابة والتدقيق.
أتمنى من الجهات المختصة ان تدعم وتقدم المميزات لأصحاب الصالات لعرض الافلام السعودية المميزة في أوقات الذروة أما عرضها في الأوقات الميتة فهذا لن يشجع على استمرار صناعة الافلام ولن يكون دعما للمنتج السعودي كذلك يكون هذا ميزات مغرية لأصحاب الصالات وخاصة الفيلم الذي يستحق ذلك”.
قرار حكيم أثلج صدورنا:
من جهة اخرى قال الممثل عماد اليوسف ان قرار السماح بالسينما قرار حكيم وكنا نتظره والنهضة التي سوف تشهدها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تبشر بالخير أن شاء الله وهذا القرار أثلج صدورنا سواء الفنانين أو المنتجين والمعلنين وسوف يكون هناك انفتاح فني وسنرتقي في الأمور الفنية وهذا يعطي مجالا أوسع للمخرجين والمنتجين في انتاجهم السينمائي الذي كان مفقودا كذلك يوفر هذا كوادر فنية جيدة وكما نعلم أن السينما تختلف عن الدراما في ساعات العمل والتقنية وفي كل ما يخص الظهور أمام التلقي بشكل أجود وجودة عالية.
طبعاً بالتأكيد أنه سوف يكون هناك قص لبعض الافلام حيث أن الافلام سوف تمر على رقابة معينة وهذا شيء يسعدنا. وأنا أرى أن الافلام الاجنبية التي سوف تعرض ويتم القص والحذف منها ستكون نموذجا لكي يعرف المنتج والمخرج والممثل السعودي الحدود في المشاهد المسموحة وبذلك ينتج فيلما يرضي الجميع حتى لا نتعرض للقص في بعض المشاهد ويصبح الفيلم كاملا ومرضيا للمشاهد.
السماح للسينما يعتبر فرصة لمن لديه ثقة في نفسه، الدارس المتعلم المطلع القارئ في مجال السينما يبدأ في البحث عن عمل فني بموهبته بعلاقاته.
من المتوقع أن تكون البداية ضعيفة للافلام السعودية ويكون هناك تردد في الاقبال ولكن نتمنى أن يكون هناك دعم من قبل الجهات المسؤولة والوقوف مع المنتج السعودي”.
يوم للشباب ويوم للعائلات:
وقالت الفنانة التشكيلية روز نوران إن السينما ليست ليس فيها فرق بينها وبين الفيلم الوثائقي الذي يعرض في بعض المناسبات فقط الاختلاف في المحتوى وبالنسبة لقص الافلام فهذا ضروري فنحن مجتمع محافظ وقد نشأنا على ذلك فهناك فرق بيننا وبين أبناء الغرب الذين نشأوا منذ ولادتهم على الانفتاح والتعود منذ نعومة اظفارهم.
أتوقع يكون هناك الاقبال على الافلام السعودية فقد شاهدت فيلما سعوديا لمخرج سعودي وكان رائعاً من حيث المشاهد والاخراج والشخصيات وبالنسبة لفصل المشاهدين سواء كانوا شبابا أوبنات أو عائلات أنا ارى أن يحدد يوم للشباب وآخر للعائلات فبحكم أن بعض الرجال تسيطر عليهم الغيرة فلن يرضى أن تذهب زوجته أو اخته أو بنته بمفردها للسينما دون أن يعرف ماذا يعرض فيها فلذلك أرى أن يخصص يوم للعائلات ويوم للشباب”.
قص المشاهد غير اللائقة:
وقال الفنان التشكيلي عبدالله بن صقر :”القرار بالسماح للسينما جميل ولكن الأجمل أن ننهض بالسينما السعودية وصناعة الافلام التي أتمنى ان تتخطى دور السينما السعودية الى العالمية بحكم أننا مجتمع محافظ ولنا عاداتنا وتقاليدنا فانني ارى ان يتم القص من بعض المشاهد التي لا تليق بنا كمجتمع سعودي وإسلامي ولكن المهم أن يستفيد منها الفنان السعودي.
نتمنى ان يكون هناك البيئة الجيدة المتاحة في هذه الدور وان يوظفوا كل الامكانيات من أجل الفنون والفنان السعودي حتى يحظى باقبال أكثر أثناء عرض أفلامه كذلك الابتعاد عن التعقيدات من قبل الجهات المختصة”.
إقبال على الفيلم السعودي:
وقالت التشكيلية منى فلمبان:”السينما في السعودية تعتبر تقدما في الفن ونهضة بالفنانين والمنتجين وتخفف من السفر للخارج وخاصة للدول العربية لمشاهدة السينما وهذا يؤثر على الاستثمار والاقتصاد السعودي والحد من السياحة الخارجية وجذب المشاهد في الخارج الى زيارة السعودية ومشاهدة السينما فيها.
بالنسبة للقص لا مانع من ذلك ولكن لا افراط ولا تفريط حتى لا يغير كثيراً من مشاهد الفيلم ويصبح غير مفهوم ويضيع الهدف المرجو من صناعة الفيلم.
بما أن هناك تطوراً في صناعة الفن في السعودية فانني اتوقع أن يكون هناك اقبال على الافلام السعودية وخاصة في ظل جيل صاعد من الفنانين الذين يواكبون الدول الأخرى”.