منصورة الجمري
يحب الفنان البحريني جمعان الرويعي الشخصيات التي يقدمها، سواء أكانت مسرحية، أو تلفزيونية أو سينمائية. يعيشها بشغف، يتوحد معها، ويتعلق ببعضها. مؤخراً أعلن عن عزمه إعادة تقديم شخصية سعدون، الشخصية الأكثر قرباً والتصاقاً به، والشخصية التي يؤكد جمعان أنها تعني له الكثير “سعدون جزء من تركيبي، أثر فيّ وأثرت فيه”، وهو “الروح التي غيرت حياة كثيرين ممن شاهدوا العمل وأحبوه”، روح سعدون وروح جمعان وروح الفريق الواحد والتعاون والحب الذي جمع طاقمه، انعكست على الشاشة نجاحاً وشعبية يحظى بهما العمل حتى اليوم. الرويعي أعلن عزمه تقديم جزء جديد من مسلسل “سعدون”، لكنه هذه المرة سيكون عملاً سينمائياً يأمل الفنان ذو الشغف الذي لا ينتهي، أن يكون جاهزاً للعرض مع نهايات العام الجاري 2018، مؤكداً أن “سعدون” في نسخته الجديدة سيكون باكورة لمشروعات سينمائية أخرى. حول “سعدون” الفيلم، المشروعات المستقبلية، الفنان الشامل، المتألق تمثيلاً وإخراجاً، في المسرح والتلفزيون والسينما، التقينا الرويعي في هذا الحوار:
لماذا تعيد شخصية “سعدون” الآن بعد عشرين عاماً، ولماذا السينما؟
فكرة إنتاج جزء ثانٍ من “سعدون” موجودة لدي منذ فترة طويلة بسبب شعبية المسلسل العالية والتساؤلات الكثيرة التي أتلقاها من الجمهور حول جزء آخر من العمل. فاتحت الكاتب راشد الجودر والمخرج أحمد يعقوب المقلة في الأمر فوجدت أنهما يحملان نفس الفكرة بل إن الجودر شرع بالفعل في كتابة النص السينمائي. ستكون عودتنا سينمائية، فالحصول على جهة إنتاجية لمسلسل أصعب بكثير منه فيما لو كان العمل سينمائياً. كما أن المسلسلات التي تنتج منها أجزاء ثانية، تُظلم دائماً حين تتم المقارنة بين أجزائها. إضافة إلى أن المسلسلات لم تعد تقدم جديداً وأتوقع أن الوقت القادم سيكون وقت السينما ولذا أريد أن أبني جمهوراً يقبل على عملي ويبقى مع ما أنوي تقديمه من أعمال سينمائية مقبلة.
تتحدث عن صعوبة الحصول على منتج، ألا يمكن التعويل على شعبية المسلسل والنجاح الكبير الذي حققه؟
العملية الإنتاجية أصبحت أصعب، ولا يمكننا المجازفة بإنتاج العمل على حسابنا الخاص ثم البحث عن جهة إنتاج، ثم إن صناعة الأفلام بحسب المعايير في الخليج أقل كلفة من الدراما التلفزيونية، كما إننا يمكننا التحكم في العرض بعمل اتفاق مع دور العرض والتسويق للعمل بشكل جيد.
خطورة المجازفة بشخصية أحبها الناس مثل “سعدون”.. ألا تخشى من أن يضعف ذلك حضور الشخصية؟
من مصلحة العمل أن نقدم الشخصية بشكل جديد ومختلف. أريد أن ينسى الجمهور سعدون الذين حفظوا كل عباراته ومشاهده. سأبدأ معه في الفيلم منذ صغره، وسأقدمه بشكل مختلف.
جعل صناع المسلسل الأحداث تدور في حقبة زمنية سابقة، تم إسقاطها على سنوات التسعينات. هل سيتحقق الأمر ذاته في الفيلم؟
الأحداث ستدور في ذات الحقبة الزمنية، وبالطبع سيكون الفيلم محملاً بالإسقاطات على الوقت الحاضر، وهذا ما جعلني أسند كتابة السيناريو لمجموعة من الشباب لأطلع على رؤيتهم في الأحداث، ثم سيأتي دور راشد الجودر لعمل التركيبة الثانية للشخصيات.
كيف انتقلت من أمام الكاميرا إلى خلفها، وكيف نجحت كممثل ثم كمخرج بارع في إدارة الممثلين وقادر على السيطرة على العملية الفنية؟
صورت في بداياتي بعض الأفلام القصيرة، لكن بذرة الإخراج الأولى جاءت حين جعلنا عبدالله السعداوي يوماً نرتجل أدورانا ونخرج الجزء الخاص بنا في مسرحية “الرجال والبحر” التي قدمناها قبل التحاقي بالمعهد المسرحي. أتذكر أنه أعجب جداً بالمشهد الذي ارتجلته وضمنه في المسرحية من دون أي تغيير. ثم اتجهت للتلفزيون عام 1995 كمساعد للمخرج بسام الذوادي في مسلسل “حسن ونور السنا”. علمني الذوادي كل أسرار العمل التلفزيوني وتفاصيله بما في ذلك السيطرة على موقع التصوير وضبط إيقاع العمل. تعلمت منه الكثير واكتسبت خبرة وبنيت علاقات مع الممثلين، كما تعلمت الفرق بين المخرج السيء والمخرج الجيد. وفي عام 1995 أيضاً أخرجت للمسرح عدة أعمال.
المصدر: جريدة الرياض