سوليوود (الرياض)
عبر الكاتب والناقد السينمائي السعودي فهد الأسطا عن سعادته وتفاؤله الشديد بقرار افتتاح صالات عرض للسينما في المملكة العربية السعودية، مطالبا السعوديين بالتريث في الحكم على التجارب السينمائية التي ستقدم، فالأمر في البداية من وجهة نظره سيحتاج إلى كُتاب على مستوى عال من البحث والوعي والثقافة ومخرجين ذوي رؤية واضحة وجذابة وكذلك منتجين لديهم نفس الهدف لكي يستطيعوا أن يصنعوا أفلاما رائعة، وأضاف الأسطا بأن المملكة تعتبر أرض خصبة لكثير من الأفكار والأحداث التي تصلح مادة فيلمية مميزة، كما تزخر بكثير من الأحداث التاريحية والقصص التراثية والأنماط الفلكورية.
وشدد الناقد السينمائي في حواره مع صحيفة إيلاف على ضرورة تطوير الكاتب بشكل مستقل وذلك عن طريق تكثيف المشاهدة والاطلاع على التجارب الناجحة في مجال السيناريو والقراءة في كتب السيناريو والمشاركة أيضا في ورش السيناريو المتعددة وتجربة الكتابة نفسها وعرضها على متخصصين أو نقاد أو ذوي معرفة بمجال الكتابة وأضاف الأسطا أنه يجب أن يتوفر تطوير من الناحية المؤسسية من خلال الدروس والورش والمعاهد والدورات التي يجلب لها مدربون وكتاب متخصصون في مجال السيناريو ليكون الموضوع متكاملا.
وطلب الأسطا من المخرجين بشكل ضمني ألا يتعجلوا القفز من الأفلام القصيرة إلى الطويلة دفعة واحدة لأن الأمر ليس بالسهل من حيث الكتابة والإخراج بما يحافظ على بنسبة الفيلم الأساسية وإيقاعه. وأوضح أن لابد أن يأخذ الفيلم حقه كاملا في الكتابة ومراجعة الفكرة ثم حينما نصل لمرحلة التنفيذ فيجب أن نحصل أولا على طاقم محترف بمهنية عالية وهذا كله بطبيعة الحال يتطلب إنتاجا كبيرا ومنتجا واعياً. وهو ما سيجعل التطور تدريجيا وربما يسرع في العملية لو أننا نملك المعاهد المتخصصة التي يتخرج منها مختلف الكوادر الفنية التي يحتاجها الفيلم.
وعبر الناقد السينمائي عن تفاؤله بالمرحلة القادمة للسينما في السعودية لافتا إلى أن المرحلة الحالية تعد مرحلة مختلفة من السينما السعودية، وأضاف: لكن ما لا أشك فيه هو أننا نتحسن كثيرا وخلال سنوات قليلة على مستوى الإنتاج والتنفيذ في مجال الصناعة.
وشدد الأسطا على ثقته بالحصول في النهاية على كوادر سعودية ذات كفاءة عالية في مختلف مجالات الصناعة وسيرتقي أسلوب الكتابة عما عهدناه دراميا وتابع: “سنشهد تجارب إخراجية ملفتة ورائعة وسنؤكد حضورنا الدائم في المهرجانات الدولية ونحقق العديد من الجوائز وستكون الأفلام انعكاسا للمتغيرات الاجتماعية وتؤثر أيضا في إثارة الجدل الاجتماعي والثقافي دائما، لكن كل هذا سيحتاج لوقت ليس بالقصير، لذا علينا أن نتحمل تعثرات البدايات وفوضويتها وألا نسارع في تكسير المجاديف”.