سوليوود (الرياض)
90 يوما متبقية، حتى تبدأ وزارة الثقافة والإعلام بإصدار تراخيص للراغبين في فتح دور عرض سينمائية بالمملكة، لتحفز بذلك النمو الاقتصادي، وتدفع باستحداث أكثر من 150 وظيفة دائمة ومؤقتة، ودخل سنوي بمليارات الريالات، وسط توقعات بأن يتم افتتاح 100 صالة في الستة أشهر المقبلة.
التجربة العالمية
في مقال نشرته جريدة الإقتصادية البداية كانت من بيان الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، حينما أكدت أن مجلس إدراتها برئاسة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، وافق في جلسته على إعداد اللوائح بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة، تمهيدا لإصدار التراخيص.
لكن بداية التجربة السعودية، كما يتنبأ لها كثيرون، ستكون ناضجة ومثمرة، إذ ستستفيد من التجارب العالمية لإدارة هذا النشاط.
خلاصة التجربة العالمية أن دور السينما تدار- غالبا- من قبل شركات استثمارية عالمية متخصصة في صناعة السينما، وأسعارها متعارف عليها، ولا تختلف كثيرا من دار سينمائية لأخرى، حتى من دولة لأخرى، وتحتضن كل سينما صالات عدة، تستوعب الصغيرة منها عشر صالات، فيما يصل عدد الصالات في الدور الكبرى إلى 20 صالة فأكثر، وتضم الصالة الواحدة بين 150 إلى 500 مشاهد، تستوعب الأفراد والعائلات.
وتنشأ الصالات عادة في المراكز التجارية المغلقة (المولات)، وهناك صالات أخرى مستقلة، لكنها بالطبع تستوعب الأفراد والعائلات على حد سواء.
الاهتمام بالتقنية
استفادت دول الخليج المجاورة كالبحرين والإمارات من استثمارات ضخمة في صناعة السينما، حيث تشهدان تنافسا حادا لاستقطاب المشاهد السعودي، الذين عبروا الحدود طوال السنوات الماضية ذهابا وإيابا أملا في أن يحظوا بتجربة سينمائية ممتعة.
وحول أرباح السينما السعودية من هذا القرار المبهج لشريحة واسعة من السعوديين، يتداول اقتصاديون أرقاما ضخمة حول توقعاتهم لحجم العوائد المالية من السينما، إلا أن الاقتصاديين يتفقون على أن قرارا كهذا سيوفر عائدا بمليارات الريالات، ويوفر آلاف الوظائف، قدّرتها تقارير حكومية بنحو 30 ألف وظيفة دائمة، ونحو 130 ألف وظيفة مؤقتة.
المنتج والمخرج السينمائي عبدالمحسن المطيري يقول في هذا الصدد إن السينما الأمريكية حققت خلال عام 2017 نحو تسعة مليارات دولار (نحو 33 مليار ريال) بناء على بيانات موقع (boxofficemojo) الإلكتروني، وذلك من خلال عرض 694 فيلما، وهي أرباح أقل من العام الذي سبقه، حيث تختلف العوائد كل عام بناء على متغيرات وعوامل متباينة.
وكشف المطيري في مجموعة تغريدات عبر حسابه على «تويتر» أن الأرباح في دور السينما ليست محصورة على أفلام الشباك “بوكس أوفيس” وفي صالات في المولات، وإنما الأرباح الحقيقية في شراء أفلام مستقلة ذات تكلفة منخفضة، وعرضها في دور عرض مستقلة، موضحا أن هناك ما يسمى بـ “آرت هاوس” و”أندر جراوند هاوس”، وهي دور سينما في الأحياء، بعيدة عن المولات، لكنها تتسم بإيجارها المنخفض، وبالتالي أرباح التذاكر فيها تكون أعلى من دور السينما في المراكز التجارية المغلقة (المولات).
ونصح بأن تخضع تسعيرة التذاكر للوقت والمكان، فعلى سبيل المثال؛ الفيلم الذي يعرض وقت الظهيرة أرخص من فيلم المساء، وفيلم يوم الثلاثاء أرخص من فيلم يوم الخميس مساء وهكذا، كما يرى بأن تسعيرة تذاكر إمارة دبي تعد غالية، والقوة الشرائية هناك أعلى، ومعدل السياح أعلى، لذا ينصح بتسعيرة أقل من دبي بنسبة 25 في المائة. كما تحدث المنتج والمخرج عبدالمحسن المطيري عن أهمية مراعاة ذوق الجمهور السعودي في الأفلام، والتزام التاجر بتوفير التقنية العالية والاهتمام بنوعية الصوت والشاشة، وحتى نوعية التكييف، ونظافة المكان بعد كل فيلم، ووضع توقيت العروض متناسقا مع أوقات الصلاة، حتى لا يخسر الجمهور، فيما يرى أن وجود مطاعم وأطعمة خفيفة تابعة للصالة سيحقق مردودا جيدا للصالة.
100 صالة
توقع الخبير الاقتصادي محمد أمين في حديث لـ “الاقتصادية” بأن يتم افتتاح نحو 100 صالة عرض في الستة أشهر المقبلة، بعد السماح بإصدار تراخيص دور العرض، كاشفا أنه تلقى عروضا من مستثمرين سعوديين لدراسات جدوى حول فتح دور سينما في بعض مولات المنطقة الشرقية ومدينة الرياض.
وقال إن المستثمرين يشعرون بارتياح إزاء القرار، خصوصا بعد توقيع صندوق الاستثمارات العامة الإثنين الماضي مذكرة تفاهم مع شركة “أيه إم سي إنترتينمنت القابضة”،أكبر مزود ومشغل لدور السينما في العالم، حيث ستوفر الشركة المحتوى السينمائي في المملكة.
وحول الأفلام المعروضة، قال أمين إن الأفلام لن تقتصر على الأفلام الغربية، متوقعا أن تُعرض الأفلام المصرية، وكذلك السعودية التي نالت جوائز محلية وعالمية، وتوقع أيضا أن يتم ضخ استثمارات ضخمة في إنتاج الأفلام السعودية، سواء على الفكرة والسيناريو والممثلين والإخراج، وذلك في عام 2018، حيث سيكون هذا العام انطلاقة حقيقية للسينما السعودية.
30 ريالا للتذكرة
يتوقع الاقتصادي محمد أمين أن يبلغ سعر التذكرة الواحدة من 30 إلى 50 ريالا، وهو دخل جيد لأصحاب دور السينما، فإن كانت الصالة الواحدة التي تتسع لـ500 مقعد لديها خمسة عروض يوميا، فإنها تحتضن يوميا 2500 زائر. وأضاف “وفقا لحسابات الاقتصاديين، إن حققت الصالة نصف الإشغال وفق أدنى تقدير، أي 1250 مقعدا يوميا في كامل العروض الخمسة، بمتوسط سعر التذكرة 30 ريالا، بالمحصلة فإن دخل الصالة لهذا اليوم سيكون نحو 37.500 ريال، في حين يبلغ دخلها في حالة الإشغال الكامل 75 ألف ريال، بعيدا عن إجمالي رواتب الموظفين، وقيمة المحتوى السينمائي، وإيجار الصالة، ودون حساب ما قد تحققه الصالة من عوائد ربحية من المشروبات ورقائق البطاطس والأطعمة الخفيفة”، مضيفا “أجده استثمارا ناجحا، خصوصا في سنواته الأولى، لقلة الصالات في البداية، في ظل وجود نحو 70 في المائة من المجتمع هم من فئة الشباب، ورغبة الملايين منهم في خوض تجربة سينمائية مسلية، غير مكلفة، ولا تحملهم عناء السفر إلى الدول المجاورة.