سعد الحميدين
“يعمل الفنان على خلق الصورة الفنيّة على أساس مهاراته ومعرفته بالحياة، ويعمل على تحديد شكل انعكاس الواقع وموضوعه في أعماله الفنيّة وطبيعتها النوعيّة، وذلك عن طريق الإبداع في أعماله التي تُشبع حاجة الناس إلى الجمالية وتُشعرهم بالسعادة والبهجة”
أجندة هيئة الترفيه حملت الكثير من التطلعات التي تَمَثَّلَ بعضها في الإنجازات التي ظهرت في أعمال هي نقلة تطويرية في الترفيه الذي يثري الساحة بما تحتاجه من فنون مستحبة لدى الإنسان، فالسينما والمسرح والغناء والتشكيل والنحت وغيرها من الفنون الأخرى الموسِّعة للمدارك والهادفة إلى التثقيف لطريق التوصيل المدروسة والتي روعي فيها ما يلائم الحاجات البشرية، فعندما تتوفر في البلاد فإنها تسد فراغات كانت بحاجة إليها، فلو عدنا إلى سنوات خلت ربما ثلاثة عقود، أو تزيد قليلاً لعرفنا أن السينما كانت مشاعة إذ تعرض الأفلام في النوادي الرياضية وفي البيوت، وأماكن بيع وتأجير الأفلام تمثل سوقاً خاصاً في (الرياض) العاصمة بحي المربع، ولحقت بها محلات الفيديو، وسوق الآلات الموسيقية (عود، كمان، ناي، سمسمية، ورق، وطبلة، وطار، وسكسيفون، وأضيف إليها الأرج والقيثار، وكل ما يدخل في خانة مسميات الآلآت الموسيقية، كلها كانت موجودة، ومثل العاصمة المدن الكبرى والصغرى كان هناك قبول وإقبال على السينما والموسيقى، ولم تحدث أي مشاكل أو إساءة، بل كان المواطن والمقيم يجد ما يرفه عن نفسه فيه ويجلب الراحة له بعد عناء العمل.
في قرار إنشاء دور السينما تحت إشراف الهيئة العامة للترفيه ومراقبتها من قبلها سيكون الأمر منظماً وضامناً لرقي ما يعرض، وفي الحفلات الغنائية والموسيقية التي أقيمت وتقام على المسارح، في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، ومدينة الملك عبدالله بجدة، وغيرها من الأماكن التي حصلت فيها الحفلات كانت جميعها تمثل وجهاً جديداً يتماشى مع ما يتطلبه المجتمع بفئاته السنية لافرق بين ذكر وأنثى، فالمشاركة للجميع المواطن والمقيم.
المسرح أبو الفنون ومن خلاله يكون الدخول إلى ميادين الفن وساحاته سهلاً وبسيطاً، وكانت المسارح أولها مسرح( قريش) الذي أراد مؤسسه في ستينيات القرن الماضي الأديب أحمد السباعي أن يبدأ، ولكن الظروف لم تكن مواتية فأجله ومات قبل أن يتم مراده، وكان مسرح جامعة الملك سعود مصدراً فاعلاً في تخريج فنانين كبار، والأمنية الآن في أن يعود ليواكب المسيرة الشابة والحركة النشطة مع الانفتاح المدروس الذي تشهده مملكتنا الفتية الشابة على الدوام في عصر الحضارة والتطور المتلاحق.
الفن مطلب ضروري في الحياة لكونه يضمن الوسيلة التي تعبر فيها النفس البشرية عما تريد، فهو أممي تتساوى فيه الحاجة عند الصغار والكبار من الأمم المترامية الأطراف وهو اللغة الموحدة -خاصة الموسيقا- التي تجمع العالم.
المصدر: الرياض