سوليوود (وكالات)
بعد إعلان القيادة الحكيمة إطلاق رؤية 2030 التي أبهرت الدول الاقتصادية الكبرى، لا سيما بعد أن اتخذ صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز العهد، خطوات مدروسة لتطبيق أهدافها التنموية، حاز قرار وزارة الثقافة والإعلام بالبدء في إصدار تراخيص لفتح دور #للعرض السينمائي مع سنة 2018، على استحسان النخبة السياسية، والمواطن المتذوق للفن الهادف والذي يعد واحدا من أهم روافد التنمية والمعرفة بمختلف اتجاهاتها.
حول دور المثقف السعودي في إثراء التجربة، نشرت «ماب نيوز» حوار مع الكاتب الدرامي محمدالفهدي الحاصل على ماجستير الإعلام، للوقوف على مدى استعداد المجتمع في هذه المرحلة لافتتاح دور سينما تجمع بين الترفيه والتثقيف بمواد معروضة تحترم عقلية المشاهد.
وسط الأحداث السياسية الجارية، استرعت الموافقة على افتتاح دور سينما اهتمام النخبة السياسية..ما السبب؟
على المستوى الداخلي، السينما تشبه مرآة للنفس، وكأنها المتنفس الذي يعبر عن احتياجات المواطن في رسالة راقية، فمن خلالها يستطيع المؤلف والمخرج والممثل تصوير الواقع الاجتماعي، والرؤى السياسية والغوص في أعماق الأسرة، بالشكل الذي يساعد في تسليط الضوء على الإيجابيات علاج السلبيات، وهذا ما يطمح له كل مثقف في المملكة.وعلى الصعيد الخارجي، نجد أن لأفلام السينمائية دور في التقريب بين الشعوب، فالشاشة الذهبية تجذب الأحاسيس والمشاعر، لنرتقي بالفكر وننمي الوعي، وتعكس ثقافة وتوجهات المجتمعات، لتكون بمثابة بطاقة تعارف، تنقل للعالم الصورة الحقيقية للمجتمع السعودي، بعيدا عن الشائعات والسجال الدائر عبر مواقع التواصل.
كما أنها تفتح الآفاق نحو حوار حقيقي، فهي منصة لايستهان بها عالميا للتعبير عن الإنسان ومدى علاقته بكل ماحوله من علاقات اجتماعية أو مدى تعامله مع الظروف الخارجيه وكذلك علاقته بنفسه.
ماهي العائدات التي سيجنيها المواطن من هذا القرار ؟
السينما ليست جديدة على المواطن السعودي، فالبعض كان يسافر من أجلها، وإتاحتها مع وضعها تحت الرقابة سيوفر عليه تكاليف وعناء السفر من جهة، كما سيغلق الباب أمام محترفي التلاعب بعقول الشباب، ومن يستقطبوهم لأهداف تدميرية وزراعة الأفكار المتطرفة والمغلوطة.
كما أن نشاط السينما بالتأكيد سيخلق فرص للكتاب وللمخرجين وللمنتجين وكل من يملك خبرة أو عنصر تساهم في إنتاج الأفلام، كما أنها فرصة للمستثمرين في هذا المجال، لا سيما مع توفير وظائف عمل تتعدى الآلاف ستبدأ مع وضع حجر الأساس لأول دار سينما في المملكة.
هل المجتمع السعودي مستعد في هذه المرحلة لافتتاح دور سينما؟
المملكة تعد أرضا خصبة للإنتاج السينمائي، فمساحتها الشاسعة جعلتها تحتوي على العديد من الثقافات التي تختلف من سكان منطقة لأخرى، لا سيما مع ثرواتها الطبيعية وتباين التضاريس الجغرافية واختلاف المناخ، ما يعني ثراءا في الأفكار والرؤى، في مجتمع جعلته قيادته على قائمة المجتمعات الباحثة عن كل ماهو جديد ومتطور.
ينقصنا كمبدعين وجود معاهد وكليات تستقبل المواهب الفنية، لإثراء التجربة وصقلها من جهة، وتوفير نفقات السفر للدراسة على الطلاب من جهة أخرى.
وماذا عن إعداد العاملين في مجال السينما بالمملكة؟
أؤمن بأن الموهبة تسبق الدراسة، فإذا كنت شغوفا بأحد فروع الفن سيكون هناك خلق إبداعي، لينطلق الموهوب نحو الحصول على المعلومات العلمية والأكاديمية من عدة مصادر كالكتاب والإنترنت وورش العمل التي يتم الإعلان عليها وإن كانت على مستوى محدود، لتعزز الإنتاج الجيد، وبالفعل لدينا مجموعة كبيرة من الشباب والشابات لديهم شغف قوي جدا في صناعة السينما.
لدينا خريجين وخريجات من جامعات أميركية وغيرها متخصصين في الإخراج والإنتاج السينمائي، أما الهواة والمبتدئين فأنصحهم بمتابعة كل ماهوجديد قي السينما كلا على حسب تخصصه، مع الاستمرارية في التجارب والإنصات للملاحظات من ذوي الخبرة دون توقف، فجميعها خطوات تساهم في صقل المواهب.