سوليوود (الرياض)
عرفت المملكة السينما قبل أكثر من نصف قرن تقريباً، غير أنه لم يكن لها دور بالشكل المعروف، إذ كانت تعرض الأفلام في فناء داخل سور، وعرفت حينها بـ”سينما الأحواش”.
وروى مؤرخون أن المملكة عرفت السينما قبل 6 عقود، وكانت إحدى الدور في مدينة عرعر، وكتب عليها “ممنوع دخول المسلمين”، وكان سكان عرعر حينها أغلبهم من الأمريكيين الذين كانوا يعملون في حقول النفط.
وأشاروا إلى أن أحد التجار بالمنطقة استهوته فكرة السينما فقام بافتتاح دار سينما خاصة، غير أنه تم إغلاقها بعد أول فيلم يعرض فيها، وكان فيلم “البدوية العاشقة” حيث دار عراك بين الحضور بسبب “غمزة” بطلة “سميرة توفيق”.
ويرجع بعض المؤرخين للسينما بدايتها لفترة الستينيات والسبعينيات، وأن بدايتها كانت في مدن جدة، والطائف، حسب ما نشر موقع أخبار24.
وقال مؤلف أول كتاب سعودي عن السينما خالد ربيع السيد إن من بين الدور التي كانت موجودة في مدينة الطائف في فترة السبعينيات سينما نادي “عكاظ” الرياضي وسينما “الششة”.
وأضاف أنه أنشئت لاحقاً دار سينما حقيقية ومتكاملة تابعة للنادي العسكري مدينة الطائف، وكانت تعرض فيها الأفلام على جهاز عرض 8 ملليمتر بعكس الدور “الأخرى” البدائية، غير أنها لم تستمر طويلاً إذ تم حرقها بعد أربع سنوات، ولا يعلم أحد حتى الآن ما كان الدافع من حرقها.
وكان جمهور “سينما الأحواش” يقتصر على الرجال فقط في البداية، ثم دخلت “العوائل” في مراحل لاحقة لمشاهدة الأفلام من المقاعد الخلفية.
ومن العوامل التي أسهمت في دخول السينما للمملكة المجمعات السكنية للموظفين الأجانب في الشركات مثل “أرامكو”، ولاحقاً انتشرت دور السينما في مدن الرياض وجدة، والطائف، وأبها، حتى وصل عدد دور العرض في جدة وحدها إلى 30 داراً.
وكان حي المربع بالرياض يعرف عند أهلها بـ”حارة السينما”، حيث كان يجمع عددًا كبيرًا من أماكن وساحات عرض الأفلام.وقال خالد ربيع إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت تنظم جولات تفتيشية على دور السينما للتأكد من خلو الأفلام من الصور والمشاهد المخلة.
وأبان أن الثمانينيات تمثل الفترة التي تراجعت فيها حركة السينما في المملكة، وذلك مع التغيرات على المستويات الاجتماعية والدينية، حيث غابت السينما عن الساحة طوال العقود الماضية.