سوليوود (الرياض)
– عبدالله آل طاوي: ليست حراماً.. ولا أحد مجبر على السينما.. والتسامح والاختلاف مع الآخر مهم.
– سعود كاتب: السينما من “القوة الناعمة” التي ينبغي وجودها في كل مجتمع.. والأعداء استخدموها ضد بلادنا.
– جمال بنون: رؤية ٢٠٣٠ استعادت الفكر المعتدل.. والسينما ستحرك قطاعات النقل والغذاء والخدمات والفنادق.
– المدير العام لشركة “أفلام برودكشنز”: فتح دور للسينما سيخلق حافزاً لصناعتها وستظهر الصورة الإيجابية للمجتمع.
حَظِيَ قرار السماح بترخيص دور السينما، بقبول وترحيب واسع من فئات المجتمع؛ مشيدين بجهود الدولة في توفير سبل الترفيه والمتعة المتعددة وفق المعايير والضوابط الشرعية وقيم المجتمع وذلك حسب ما نشر موقع الموجز.
وأكد مختصون أن ثقافة السينما تُعَد من الأمور الهامة جداً، وهي وسيلة من وسائل الإعلام والثقافة التي انقطعنا عنها لعقود، ووصفوها بـ”القوة الناعمة” التي ينبغي وجودها لإظهار الوجه الحقيقي للسعودية؛ مؤكدين أنها ستساهم في خلق فرص عمل تصل إلى ٣٠ ألف وظيفة وسط مؤشرات اقتصادية بمشاركتها بـ٩٠ مليار ريال في الناتج المحلي.
معلومات
وكان صندوق الاستثمار السعودي قد وقّع مذكرة تفاهم غير ملزمة مع شركة AMC، التي تعد أكبر مشغّل لدور السينما في العالم؛ بهدف استكشاف طرق عرض وتوزيع المحتوى السينمائي في السعودية.
عام التحديث
من جانبها تقول المواطنة أمل نايف لـ”سبق”: إن المجتمع السعودي يستحق تلك التغييرات، وأن يستمتع داخل بلده.
أما المواطن عبدالله آل طاوي؛ فيقول: “كان لدينا نقص كبير في أماكن الترفيه للشباب والعائلة، وكثيراً ما نلجأ إلى دبي أو البحرين للبحث عنهما في الإجازات القصيرة؛ بيْد أن الوضع اختلف كثيراً في الفترة الماضية، وجاء قرار السينما ليدخل السعادة على البيت السعودي”.
ورداً على من يرفض إقامة دور سينما، قال آل طاوي: الترفيه ليس حراماً، ولا أحد مجبر على دخول السينما، ولا بد أن يكون لدينا ثقافة الاختلاف مع الآخر، وهذه هي الوسطية التي يدعو لها الدين الإسلامي.
وتابع قائلاً: مع الأسف من يعترض الآن تجده يحتل المقاعد الأولى في دور السينما!
الفكر المعتدل
واعتبر الكاتب الاقتصادي جمال بنون افتتاح دور السينما في السعودية ليس بالجديد؛ حيث كانت موجودة بالفعل في السبعينيات والثمانينيات، وتم وقتها إغلاق معظم البرامج الترفيهية، إلى أن جاءت رؤية ٢٠٣٠ لاستعادة الفكر المعتدل الذي كان موجوداً بالفعل.
وعن جدوى فتح دور السينما اقتصادياً، قال “بنون”: هناك مؤشرات اقتصادية تشير إلى مساهمة السينما في الناتج المحلي، والتي سوف تصل إلى ٩٠ مليار ريال خلال الثلاث سنوات الأولى، كما أنها سوف تخلق فرص عمل ثابتة تصل إلى ٣٠ ألف وظيفة، وما يقرب من ١٣٠ ألف وظيفة مؤقتة.
وعن المهن الجديدة؛ رأى الكاتب الاقتصادي أن دور السينما سوف تستحدث أنواعاً جديدة من المهن، وأيضاً وجوهاً جديدة شابة في مجال الفن والإبداع، وتساهم في التعامل بمهنية مع كل مهارات الإبداع الإعلامي والتليفزيوني والسينمائي؛ مؤكداً أنه مجال خصب للاستثمار في الإنتاج والإبداع الثقافي، ولا ننسى أنه سيحرك عدداً كبيراً من قطاعات التجزئة الأخرى كـ”النقل، والمواد الغذائية، وقطاع الخدمات، وتنشيط قطاع الفندقة”.
وتابع: هناك ٣٢ مليار ريال تنفق سنوياً في السياحة الخارجية للدول المجاورة خاصة الإجازات القصيرة؛ بهدف تغيير المكان، أو البحث عن البرامج الترفيهية من سينما ومهرجانات وفعاليات.. وتَسَبّبت في نكسة كبيرة للمشاريع السياحية في الداخل؛ لافتاً إلى لجوء الحكومة في السنوات الأخيرة إلى تفعيل أنشطة سياحية مختلفة لجذب المجتمع، كما استطاعت هيئة الترفيه ببرامجها واحتفالاتها اجتذاب فئات عدة من المجتمع، وتدريجياً سوف تجذب وتتناول البرامج المتنوعة.
وأعرب عن أمله في إدارة دور السينما وفق المعايير الدولية؛ بحيث يكون هناك توافق مع تواريخ عرض الأفلام، مع الوضع في الاعتبار حب شريحة الشباب للسينما، وأن تكون في متناول الشريحة المتوسطة.
قوة ناعمة
فيما رآها الأكاديمي المتخصص في الإعلام الدكتور سعود كاتب، خطوةً هامةً جداً في كل الجوانب، ووسيلة من وسائل الإعلام والثقافة انقطعنا عنها فترة زمنية طويلة، ولفت إلى أن هناك الكثير لا يدرك أهميتها وتأثيرها، ولا يعلم أن ثقافة السينما تُعَد من “القوة الناعمة” التي ينبغي وجودها في كل مجتمع.
وعن تأثير السينما على العالم، ضرَب “كاتب” المثلَ بالسينما الأمريكية “هوليود”، والتي ساهمت بشكل كبير في فرض الثقافة الأمريكية في كل دول العالم، والسينما الهندية التي صححت الكثير من الاعتقادات والمفاهيم للعالم.
وأضاف “الكاتب” قائلاً: بعض الدول وظّفت السينما ضد السعودية في الوقت الذي ليس لدينا فيه وسيلة رد مماثلة؛ مما عاد بالسلب.
وأكد أن السينما تُعَد جزءاً أساسياً من الدبلوماسية العامة لتعريف العالم الخارجي بثقافتنا، وإظهار وجهنا الحقيقي بشكل واضح وسليم.
ونادى بضرورة العمل جيداً من الآن حتى لا نكتفي باستهلاك السينما؛ بل بصناعة سينما سعودية محترفة، والبدء في استحداث أقسام لدراستها، ودعم المبدعين حتى نقوم بصناعة احترافية.
وأنهى الحديث بالتأكيد على أن السينما موجودة في كل بيت سعودي من خلال عشرات القنوات الخاصة بالأفلام؛ فلا مانع من وجودها على أرض الواقع، ولا يمكن أن نعيش في منعزل عن العالم.
تنافسية الإنتاج
من جانبه قال المدير العام لشركة “أفلام برودكشنز” باسم الجهني لـ”سبق”: فتح دور للسينما سيخلق لدى المنتجين حافزاً لصناعة السينما وتطورها، وسط حالة فنية تنافسية في نوعية الإنتاج، وهذا لم يكن موجوداً من قبل؛ لأن المستثمر يبحث في المقام الأول عن المردود؛ أما الآن فالوضع اختلف كثيراً، وبات هناك حافز للإبداع والعمل بشكل احترافي؛ مؤكداً أن ٢٠١٨ ستكون البداية الحقيقية.
وتابع: بدأنا بالتخطيط الفعلي لإنتاج أفلام سعودية تُظهر الصورة الإيجابية للمجتمع؛ مشيداً بقرار افتتاح دور السينما الذي لاقى مردوداً إيجابياً واسعاً.