سوليوود «خاص»
تشكل المهرجانات الفنية بشكل عام والسينمائية بشكل خاص واجهة ثقافية وحضارية مهمة للبلدان، وركيزة أساسية من ركائز نقل ثقافتها والتعريف بها وبعاداتها، الأمر الذي يبين أسباب تنوع المهرجانات وانتشارها في مختلف بلدان ومدن العالم.
وبالرغم من حداثة التجربة السينمائية بالسعودية إلا أنها تحتضن مهرجانين أحدهما بصبغة دولية وعالمية وهو مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وآخر بصبغة محلية وهو مهرجان أفلام السعودية، الذي تم البدء في تنظيمه على الرغم من عدم وجود صالات ودور سينما بالمملكة، ابتداء من عام 2008 وتمكن منظموه من تنظيم 6 نسخ كان آخرها تلك التي أقيمت في سبتمبر 2020.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
ساهمت النقلة الثقافية والتحول الكبير الذي شهدته المملكة العربية السعودية على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفقا لرؤية 2030، وبدعم مباشر من قبل الجهات الرسمية في أن تفتح المملكة ذراعيها للسينمائيين من مختلف أنحاء العالم، وتعلن في مطلع عام 2019 عن إنشاء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، لغرض دعم قطاع الأفلام في المملكة وإثراء المحتوى السينمائي المحلي، والتي بدورها أطلقت أول دورة سينمائية دولية في المملكة، ومقرها مدينة جدة التاريخية، ضمن 27 مبادرة تبنتها وزارة الثقافة بإشراف مباشر من قبل وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان.
الدورة الأولى
أكملت إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي برئاسة المنتج والمخرج محمود صباغ جميع الإجراءات والترتيبات لإقامة النسخة الأولى التي تم تحديد تاريخ 12 من شهر مارس 2020 موعدا لإنطلاقتها، للمنافسة على جوائز مسابقات المهرجان الأربعة وهي، مسابقة مهرجان البحر الأحمر للفيلم القصير، خارج المسابقة، سينما السعودية الجديدة، المسابقة الرئيسية، والتي تم اختيار المخرج والسيناريست الأميركي أوليفر ستون لرئاسة لجنة تحكيم لمسابقة الرئيسية لها.
الأفلام المشاركة
في 19 من فبراير 2020 كشفت إدارة المهرجان عن عدد الأفلام المشاركة في الدورة الأولى التي بلغت 107 فيلما ضمت أفلاماً روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، بما فيها 16 فيلماً في المسابقة الرئيسية، و7 أفلام خارج المسابقة، و15 فيلماً في برنامج العروض الكلاسيكية، و3 أفلام في برنامج أجيال، 5 أفلام تفاعلية تشمل تجارب الواقع الافتراضي، 11 فيلماً في سينما السعودية الجديدة، 13 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة، 23 فيلماً في برنامج مخصص لأفضل إنتاجات العام، 17 فيلماً تجريبياً، بالإضافة لمشروع إنتاجي خاص يضم خمسة أفلام قصيرة لمخرجات سعوديات.
جوائز المهرجان
تصل جوائز المهرجان إلى 250 ألف دولار ضمن المسابقة الرسمية ومسابقة الفيلم القصير، حيث يحصل أفضل فيلم طويل على جائزة اليُسر الذهبي و100 ألف دولار، وأفضل مخرج على جائزة اليُسر الفضي و50 ألف دولار. كما يتم منح جائزة اليُسر الفضي لأفضل سيناريو، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة أفضل مساهمة سينمائية. ويحصل الفيلم الفائز بجائزة الجمهور على مبلغ 50 ألف دولار. وأخيراً يمنح أفضل فيلم قصير جائزة اليُسر الذهبي و50 ألف دولار يتم تخصيصها لإنتاج الفيلم القادم، إضافة إلى برنامج إقامة فنية لمدة خمسة أشهر في جدة التاريخية.
تأجيل وإلغاء
مثل غيره من العديد من المناسبات والمهرجانات العالمية، قرر القائمون على المهرجان قبل 9 أيام من انطلاق الدورة الألى وتحديدا في الثالث من مارس 2020 تأجيل إقامة المهرجان بسبب جائحة فيروس كورونا، قبل أن يتم إلغاء الدورة نهائيا في 17 من شهر يوليو 2020 نظرا لعدم إمكانية إقامتها بالطريقة المعدة لها.
استمرار المبادرات والمسابقات
على الرغم من إلغاء الدورة الأولى للمهرجان إلا أن هناك عدد من المبادرات التي استمرت فعالياتها ومنها معمل البحر الأحمر الذي يُعد حاضنة لمشاريع الأفلام، وهو معمل تطويري فعال طوال العام؛ لتطوير الإنتاج المحلي السينمائي وفق معايير السينما العالمية، إذ اختار مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي المشروعين الفائزين بمنحتي إنتاج بقيمة 500 ألف دولار لكل منهما، من بين 12 مشروعاً اختيرت في أكتوبر 2019 للمشاركة في الدورة الافتتاحية لمعمل البحر الأحمر السينمائي.
وحصل على منحة الإنتاج السعودية فيلم «شرشف» من إخراج هند الفهّاد وتأليف هناء العمير، فيما منحت لجنة التحكيم جائزة الإنتاج العربية للمشروع المصري «الرصاص والخبز» من إخراج محمد حمّاد وإنتاج خلود سعد ومحمد حفظي.
كما قدّمت لجنة التحكيم جائزة تحفيزية للمشروع السعودي «أربعة أوجه للعاصفة» من إخراج حسام الحلوة وإنتاج محمد الحمود، حيث حصل من معمل البحر الأحمر السينمائي على منحة إنتاجية بقيمة 25 ألف دولار لتطوير الفيلم.
وبجانب مسابقة معمل البحر الأحمر، نظم المهرجان كذلك مسابقة أخرى كانت عبارة عن تحدي صناعة فيلم في 48 ساعة وشارك فيها 15 مشروعا، تحصل فيها مشروعي تتاكل لفريق art angel، وحلم غبار لفريق watch me roll على جائزة المسابقة وهي عبارة عن منحة تدريبية في أكاديمية لافاميس الفرنسية.
مهرجان أفلام السعودية
يعد مهرجان أفلام السعودية واحد من أوائل المهرجانات السينمائية من حول العالم الذي تحدى جائحة كورونا في نسخته السادسة، التي أقيمت في مطلع شهر سبتمبر الماضي، بعد أن تم تأجيلها بسبب الجائحة، إذ كان من المقرر أن تقام في التاسع من شهر أبريل 2020.
نسخة افتراضية
اتباعا للإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا تقررت إقامة النسخة السادسة افتراضيا عن بعد بمشاركة 53 فيلما، منها 22 روائيا، و17 وثائقيا، و14 أفلام طلبة، بجانب مشاركة 177 سيناريو غير منفذ، على مدى ستة أيام شهدت أكثر من 144 ساعة بث.
الأقسام والجوائز
منح المهرجان ثلاث جوائز في كل قسم من أقسام مسابقاته، حيث يتحصل المركز الأول على 40 ألف ريال، ويتحصل المركز الثاني على 20 ألف ريال، و10 آلاف ريال للفيلم الفائز بتصويت الجمهور.
وفي قسم السيناريو غير المنفذ يمنح المركز الأول 30 ألف ريال لأفضل سيناريو طويل، في حين يمنح المركز الثاني 20 ألف ريال، أمَّا صاحب أفضل سيناريو قصير فيمنح 15 ألف ريال، و10 آلاف ريال للمركز الثاني لأفضل سيناريو قصير.
تتويج وإشادة
وكما توج المهرجان فرسان نسخته السادسة الاستثنائية بجوائزه، توج المتابعون كذلك فريق تنظيم المهرجان الذي استطاع أن يقيم فعالياته على الرغم من الظروف الاستثنائية، في ظل تجربة تعد هي الأولى من نوعها في المنطقة، بالثناء على المجهودات التي قدمت لإخراج المهرجان بالشكل المأمول.