سوليوود «خاص»
تعدُّ صناعة السينما بالولايات المتحدة الأميركية جزءًا لا يتجزأ من تاريخها وصناعة هامة للاقتصاد، وشكلت الأفلام الأميركية وعي أجيال ولها تأثير عالمي في نقل الثقافة الأميركية وتراثها وهويتها، ولهذه الأهمية الكبيرة صدرت عدة قوانين للحفاظ على الأفلام، خاصة التراثية أو التي تشكل توثيقًا للواقع الأميركي وتاريخه.
ويرعى مجلس حماية الأفلام الوطنية كافة الأعمال بعد اختيارها لحفظها في مكتبة الكونغرس التي تعتمد آليتها على إتاحة العلوم والثقافة للجميع وفق قانون صيانة وحماية الأفلام الوطنية الذي أصدره الكونغرس عام 1988 والذي يقضي بحفظ الأفلام الوطنية لتكون مملوكة لمكتبة الكونغرس. في هذا التقرير نماذج للأفلام التي شكلت تراثًا سينمائيًا للأميركيين وعبرت عن هوية الولايات المتحدة وشعبها ونتاجها.
كينج كونج King Kong 1933
اسم الفيلم غني عن التعريف، وربَّما شاهده أو سمع عنه أغلب رواد دور السينما، ولكن الفيلم المحفوظ في الأرشيف الوطني مشابه للقصة التي خرجت بالتقنيات الحديثة والمعاصرة، إلا أن نسخة 1933 مختلفة تمامًا. ويتناول الفيلم قصة فريق استكشافي يذهب إلى جزيرة الجمجمة لاكتشاف الحياة البرية ليجدوا أنفسهم بين مخلوقات غريبة ومنقرضة. يفشل الفريق في الكشف العلمي ويبحث بعضهم عن الشهرة من خلال اصطحاب غوريلا ضخمة لعروض مسرح بنيويورك، ولكن الغوريلا مغرمة بفتاة ممثلة كانت ضمن الفريق، ستعمل على استبعاد الغوريلا عن المدينة لتلقى مصرعها على يد الجيش.
“كينج كونج” من إخراج ماريان كالدويل كوبر، وإرنست بومونت سكودسك، وسيناريو روث روز، وإدغار والاس، وبطولة كلٍّ من: فاي راي، وبروس كابوت، وروبرت أرمسترونغ. تكلف إنتاج الفيلم 675 ألف دولار وتمَّ إصداره في 1933.
قناع زورو The Mask of Zorro 1920/1940
سلسلة الأفلام الشهيرة “قناع زورو”، اختارت المكتبة الوطنية من بين السلسلة فيلمين، الأول أنتج عام 1920، والثاني عام1940، وتعدُّ النسخة الثانية قريبة جدًا من الأولى التي عرضت بشكل صامت. وتدور أحداث الفيلم حول حرب الاستقلال المكسيكية ومعارك النبلاء الإسبان مع المناضل المقنع “زورو” المدافع عن الفقراء والفلاحين.
الفيلم درامي رومانسي وفيلم حركة أيضًا، أخرجه Rouben Mamoulian، وهو من بطولة كلٍّ من: تايرون باور، وليندا دارنيل، وباسل راثبون، وجالى سوندرجارد، وإيوجيشن بالية، وانضم الفيلم للمكتبة الوطنية لما أثاره وأثر في الوسط الفني والمجتمع الأميركي ولقيمته التراثية.
فيلم بينوكيو Pinocchio 1940
ثاني أفلام والت ديزني، وهو فيلم رسوم متحركة له شهرة واسعة عالميًا، خاصة بعد ترجمته لعدة لغات، ودبلجته أيضًا للعربية وغيرها من اللغات. وربُّما شكل هذا الفيلم جزءًا من ثقافة الأطفال مع التعامل مع الآخرين ومع أنفسهم في أن يكونوا صادقين ويتحلوا بالشجاعة. ويتناول الفيلم قصة دمية خشبية لطفل دبَّت فيها الروح بسبب استجابة الحورية الزرقاء لأمنية صانع الدمية لتبدأ في كشف الحياة وما بها من أشخاص طيبين، وأخرى شريرة، ومع الوقت وتحلي الدمية بالصدق والشجاعة تتحول لولد حقيقي.
يعدُّ الفيلم عملاً أدبيًا وتربويًا رغم كونه كوميديًا ومبنيًا على الرسوم المتحركة. والفيلم مأخوذ عن رواية مغامرات الدمية “بينوكيو”، وهو من إخراج مشترك بين شاربستن، وهاميلتون لوسك، ونورمان فيرغيسون، وسيناريو أوريليوس باتاغليا، وتيد سيرز، وبطولة كليف إيدويردز، وديكي جونز، وكريسشين راب، وميل بلانه.
فيلم أميركي في باريس An American in Paris 1951
من أجمل الأفلام التي تحفظ الموسيقا الأميركية والاستعراضات القديمة والتراثية. ويتناول الفيلم قصة جندي أميركي يعود للرسم بعد الحرب العالمية الثانية ويهتم الجميع بشخصه أكثر مما يقدمه من لوحات فنية. يسرد الفيلم قصته هو وصديقه عازف البيانو وحبه لفتاة فرنسية ومغامراته.
الفيلم من إخراج فنسنت مينيللي، وسيناريو آلان جي لرنر، وبطولة كلٍّ من: جين كيلي، وليزلي كارون، وأوسكار ليفانت، وجورج جويتاري، ونينا فوش، ويوجين بوردين، وأنتج الفيلم عام 1951م وضمته مكتبة الكونجرس لما يشتمل على ألحان واستعراضات تراثية.
لحن الأسود والأسمر Black and Tan 1929
من أهم الأعمال التي وثقت جانبًا من يوميات الفرق الموسيقية والمسرح، وهو أول فيلم يعرض ديوك إلينغتون وأوركستراه في فرقة موسيقا الجاز. يتناول الفيلم الأزمات المالية للفرقة والأزمات العملية ومدى قدرة القيم الفنية والإنسانية في التغلب عليها، بجانب سرد وتوثيق يوميات الحياة الزوجية والمعيشية في هذه الفترة.
“بلاك أند تان” هو فيلم قصير موسيقي من تأليف وإخراج دودلي ميرفي، وبطولة آرثر ويلتسول، وبارني بيغارد، وويلمان براود، وسام سام نانتون. الفيلم أنتج عام 1929، وفي عام 2015 اختارته مكتبة الكونغرس بالولايات المتحدة لحفظه في السجل الوطني للأفلام لقيمته الثقافية والتاريخية.
كل شيء هادئ على الجبهة الغربية All Quiet on the Western Front
من أفضل الأفلام الروائية عن الحرب العالمية، وهو فيلم درامي يوثق ما تضمه الحرب من أفكار وهيمنة على عقول البشر فتتغير أولوياتهم وآدميتهم، وكيف يتحول الطلبة والشباب إلى مجندين وينخرطون في الحرب وأهوالها. كل شيء هادئ على الجبهة الغربية هكذا أرادوها، ولكن مات شخص على الجهة الغربية وأراد المخرج أن يجعل هذا الشخص صديقًا وقريبًا للمشاهدين. مات شخص واحد فقط، ولكن لم يعد الهدوء مسيطرًا على الجهة الغربية.
صدر الفيلم سنة 1930، وهو من إخراج لويس مايلستون، ومأخوذ عن رواية كل شيء هادئ على الجبهة الغربية لإريك ماريا ريمارك، وشارك في معالجته الدرامية كلٌّ من ماكسويل أندرسون، والتر أنتوني، وحصل على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم نوفمبر 1930، وجائزة الأوسكار لأفضل مخرج.
فيلم الطمع Greed 1924
ساعتان و20 دقيقة مدة الفيلم الرائع “الطمع”، وهو فيلم صامت يعرفه كل عشاق السينما الكلاسيكية، فهو من القصص البصرية الممتعة. يتناول الفيلم قصة عامل المناجم الذي أصبح طبيب أسنان وقصة حبه لترينا وتزوجه منها، وكيف لعب الطمع دوره في تغيير حياتهما بعدما فازت في اليانصيب الذي فتح باب الأزمات والصراعات بينهما.
الفيلم من إخراج إريش فون ستروهايم، وأعده لتكون مدته 462 دقيقة وعرض بمدة 140 دقيقة. شارك في البطولة تشيزاري جرافينا، وتشيستر كونكلين، ودالي فولر، وإريك فون ستروهايم، وفرانك هايز، وهاغي ماك، وجاك مكدونالد. والفيلم مأخوذ عن رواية McTeague، وسيناريو جوزيف دبليو فارنهام، وإريك فون ستروهايم، وجون ماثيس.
كازبلانكا 1942 Casablanca
العديد من القيم الإنسانية اجتمعت في هذا الفيلم، فما بين الرومانسية والسياسة والحرب وتعقيداته تدور أحداث الفيلم التي تحكي قصة الثائر المنفي ريك بلاين في مدينة كازبلانكا في المغرب عقب الحرب العالمية الثانية والملهى الليلي الذي يديره ويعيش في سلام بعدما قرر عدم الانخراط في السياسة ليجد أمامه حبيبته السابقة وزوجها فيعود لثورته وتقديم المساعدة لهم ومحاولة تهريبهم من السلطات .
حصل الفيلم على 3 جوائز أوسكار وهو معالجة سينمائية لمسرحية “الجميع يقصد حانة ريك” من تأليف موراي بارنيت، وجوان أليسون، وبطولة همفري بوغارت، وإنغريد بيرغمان، وبول هنريد، وإخراج مايكل كورتيز.