سوليوود «خاص»
كثيرًا ما نسمع عن أفلام احتاجت إلى سنوات لكي تخرج للنور، وأيضًا أفلام متوقف إنتاجها، وبعض الأعمال التي لم يحالفها الحظ للمشاركة بالمهرجانات، أو العرض وفق موسم معين. ولا يعود هذا التأخير للعوامل الإنتاجية فقط، ولكن لعدم الدراية الكافية بالمراحل التي يمر بها الفيلم والمشكلات المتوقعة، خاصة لدى الصناع الشباب من المنتجين والمخرجين الذين يدفعهم الحماس للإقدام على صناعة الأفلام دون تخطيط ودراسة ومراجعة للخطوات والمراحل الإنتاجية والفنية والتقنية.
لصناعة فيلم جيد قادر على المنافسة، ويتضمن كافة مناحي الجذب المرئية والسمعية وتتوفر به كافة خصائص العمل الفني الناجح، لا بدَّ من تخيل ودراسة المراحل التي يمر بها الفيلم، والعمل على تنفيذها على أكمل وجه دون تسرع.
تختلف المراحل من فيلم إلى آخر، فالفيلم القصير يختلف عن الوثائقي، وعن السينمائي أيضًا، فضلاً عن أفلام الرسوم المتحركة. وتتعدد قوالب الأفلام، ولكن أغلب هذه الأنواع يشملها المراحل الآتية:
مراحل إنتاج الأفلام
1. مرحلة اختيار وإعداد الفكرة المجردة
الفكرة المجردة عبارة عن سطر واحد، ويعدُّ العمود الأساسي للعمل، وكلما كانت قوية متماسكة، كان العمل ناجحًا مميزًا، وعلى المؤلفين وصناع الأفلام التأني والتفكير، وإجراء جلسات للعصف الذهني للوقوف على فكرة تتضمن كافة مقومات النجاح في توصيل رسالة وهدف الفيلم.
2. مرحلة الفكرة العامة .. الملخص
وخلال هذه المرحلة يتم تدوين القصة بإيجاز متضمنة الخطوط الرئيسية للعمل والشخصيات الأساسية.
3. مرحلة المعالجة
تتكون من تحديد مسار الفيلم، والتوسع في سرده، وتحديد أحداثه وأغلب الشخصيات، ومحوره الرئيسي، والمحاور الفرعية إن وجدت.
4. مرحلة كتابة السيناريو
وتختلف هذه المرحلة من نوع لآخر، فهناك أفلام تقتضي وضع الأولوية للصور والمشاهد، وأنواع أخرى مثل الرواية تعطي الأولوية للأحداث. ويمر السيناريو بعدة مراحل للتطوير والكتابة حتى يصل إلى مرحلة الفيلم المكتوب على ورق.
5. مرحلة الديكوباج .. خطة التصوير
وهي من أولويات المخرج ومدير التصوير لرسم السيناريو وتحويل كل مشهد إلى لقطات، وتحديد وضعية تصويرها، وحجم اللقطة، وحركة الكاميرا، وزوايا التصوير.
6. مرحلة تفريغ الفيلم
تسمى أيضًا التفريغ الإنتاجي، ويقوم بها مدير الإنتاج ومساعد المخرج، ويفرغ خلال هذه المرحلة السيناريو لأهداف إنتاجية في شكل جداول تضم مواقع التصوير، والديكورات، والممثلين، والكومبارس، والمجاميع، والملابس وغيرها من المهام الواجب توافرها لتحديد الميزانية والبدء في التصوير وفق الأماكن، وليس البناء الدرامي للفيلم.
7. مرحلة بناء الديكور والإكسسوار
يقوم بهذه المرحلة مهندس الديكور، وهو يفرغ أيضًا ما يضمه السيناريو، ولكن على أرض الواقع. ويعمل مهندس الديكور وفق الرؤية الإنتاجية وحدودها. وخلال هذه المرحلة أيضًا يعمل مدير موقع التصوير والمسؤول عن الإكسسوار.
8. مرحلة تصميم الملابس
من المراحل الهامة جدًا، فهي ترسم الشخصيات وفق ما ترتديه “رجل شرطة، فلاح، عامل…”، فضلاً عن طبيعة الفيلم “حربي، تاريخي، خيالي”، وموقعه الجغرافي أيضًا في الريف أم المدينة، وزمنه وعصره والحقبة الزمنية التي يعرضها. وعلى مصمم الملابس تجهيز وإعداد ملابس كل شخص يظهر في الفيلم.
9.مرحلة الإخراج والتصوير
وخلال هذه المرحلة تتابع المهام لتصوير المشاهد وفق ترتيبها الخاص
بالديكوباج، وتسجل اللقطات بأرقام. ويمكن تسجيل أكثر من لقطة متشابهة لاختيار أفضلها لاحقًا.
10. المرحلة الأولى للمونتاج
وتختص بترتيب المشاهد وفق السيناريو وبنائه الدرامي، ويدخل المخرج خلالها لتحديد ما يحتاجه وفق رؤيته الفنية للقطة والمزج بين اللقطات ودلالتها، وأيضًا يستبعد المخرج بعض اللقطات ذات الجودة الضعيفة، أو التي يمكن الاستغناء عنها.
11. المرحلة النهائية للمونتاج
وفيها يتم تحديد البداية والنهاية، ومراجعة سياق المشاهد وتتابعها، وأدوات القطع وتقنياته، والمزج بين اللقطات، ويقوم بها المونتير والمخرج.
12. مرحلة تجهيز الموسيقى التصويرية
وتتم بواسطة المؤلف الموسيقي الذي يعايش مشاهد الفيلم من خلال مشاهدته للنسخة النهائية للمونتاج، ويضع لمساته وفق المشاهد وحجمها ومدتها.
13. مرحلة إعداد الصوت المصاحب
يتولى خلالها مهندس الصوت بتوجيهات المخرج، العمل على تكامل المشهد من خلال الصورة والصوت بإعداد أصوات مواقع التصوير التي تضفي الحيوية على المشاهد، وأيضًا المؤثرات الصوتية المختلفة للمشاهد وبيئتها.
14. مرحلة المكساج
وهي عملية دمج الصورة مع كافة الأصوات المصاحبة للمشاهد، وتتضمن أصوات حوار الممثلين والمؤثرات الصوتية والموسيقى وضبط الإيقاع الصوتي للفيلم بالكامل.
15. مرحلة العرض والتوزيع
وتتضمن العديد من الموضوعات الهامة، مثل: صناعة الأفيشات والتريلر، وتحديد المهرجانات التي سيشارك بها الفيلم، وتسويقه وإعداد دراسات توزيعه وعرضه.