سوليوود
إيهاب حمدي
الفن السينمائي أو الفن السابع كما يطلق عليه، هو فن آسر لعشاقه ومتابعيه، فن مؤثر عالي التأثير لما له من قدرة فذة على تحريك المشاعر والقلوب، وتوجيه الأذهان والعقول، ودفع الناس دفعاً إما لتأييد سلوك وإتيانه أو لرفضه والابتعاد عنه.
يحدث ذلك غالباً لما للسينما من سحر على المتلقي، تمارسه دون أن يلحظ هو ذلك، يبدأ هذا السحر منذ الورقة الأولي التي يخط فيها السيناريست (كاتب السيناريو) مشاهده الأولى وحتى المونتاج النهائي لما تم تصويره.
لذا منذ القدم وتأثير الفن السينمائي على المجتمعات والأشخاص كان محل دراسة، ونقد من كثير من المهتمين أو الأكاديميين من علماء الاجتماع والإعلام.
فالسينما تهدف بالمقام الأول إلى نقل حياة أو واقع أو موقف، أو تقدم قيمة حقيقية أو خلقا، أو تعرض حلولاً وإرشادات لمشكلات أو أزمات، أو تستكشف المستقبل وما قد يحمله لنا من منجزات ومتغيرات، بطريقة درامية سهلة الاستيعاب.
وللسينما، لا شك، دور مهم في طرح هموم المواطنين ومشكلاتهم الحياتية، فضلاً عن تقديم أحلامهم التي يتمنون تحقيقها لواقع أفضل أو غدٍ مشرق، كما أن للسينما دوراً ارشادياً مهماً في توجيه المواطنين نحو إتباع سلوك إيجابي ما أو تحفيزهم لتبني مفهوم قيمي نخشى عليه من التلاشي أو التآكل، أو ترسيخ القيم الأصيلة في المجتمع وتشجيع الشباب للعمل وفقها.
وعلى هذا النحو التوعوي خطت السينما في السلطنة خطوات جادة، حينما انتجت قبل أيام الفيلم القصير التوعوي “صراع الزهايمر” والذي يعد مبادرة إنسانية عميقة من جمعية “احسان” لتوعية المجتمع، في مجال العناية بالمصابين بالزهايمر، والعناية بالوالدين وكبار السن.
والفيلم من تأليف زهرة السريرية، وإخراج ناصر الأخزمي، وبطولة يوسف البلوشي وإبراهيم القاسمي وعبد العزيز الحبسي ونعيمة البلوشية وسالم العنقودي.
مثل هذه الأفلام وغيرها مما يقدم أفكار قيمة، لابد أن يتم دعمه وتشجيع القائمين عليه، لإنتاج مشروعات أكبر لقيم ومفاهيم وسلوكيات إيجابية أكثر، فقيام السينما بدور توعية الإنسان بالسمو الكامن فيه، وبالخير الذي يملأ قلبه، وبالطريق الذي يجب أن يسلكه لهو دور رائد في المجتمع يجعل السينما لا تخدم المجتمع فقط، بل وتقوده أيضاً.
وبنفس القدر الذي تكون فيه رسالة السينما مؤثرة ودورها إيجابيا، وتوعويا، بنفس القدر قد تكون هدامة ومضللة إذا ما أُسئ استخدام تلك التقنية وهذا الفن الذي يقبل عليه جميع شرائح المجتمع خاصة الشباب وصغار السن.
لذا على المجتمع قبل الإدارات الرسمية أن يشجع الدور الخدمي والقيمي التنويري للسينما، ويقف أمام أي محاولات لإبداع مزعوم من شأنه أن يحط من شأن القيم الإيجابية، أو يروج لقيم وسلوكيات سلبية.
لقد أدركت الدول الغربية أهمية هذا الفن الغالب على غيره من الفنون الأخرى مبكراً، فدشنت له الأكاديميات، ورصدت له الميزانيات الضخمة والجوائز الثمينة، ووظفته لمصالحها، ومصالح شعوبها أفضل توظيف حتى باتت الدول الغربية وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية تعالج قضايا عالمية وضخمة من خلال فن السينما، بل إن أميركا تحديداً تستخدم السينما كإحدى أدوات سياستها الخارجية لما لهذا الفن من تأثير.
المصدر: صحيفة الوطن العمانية